فصل: باب رَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْنِهَا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف عبد الرزاق ***


باب هَلْ يُقَامُ الْحَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي بِلاَدِ الْعَدُوِّ

9369- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَطَاءٌ، عَنِ الْمُسلِمِ يَسْبِيهِ الْعَدُوُّ فَيَقْتُلُ هُنَالِكَ مُسْلِمًا، ثُمَّ يَسْبِيهِ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ، أَوْ يَزْنِي هُنَالِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا أَرَى عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فِيمَا أَحْدَثَ هُنَالِكَ‏.‏

9370- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ‏:‏ أَنْ لاَ يَحُدَّ أَمِيرُ الْجَيْشِ، وَلاَ أَمِيرُ سَرِيَّةٍ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَطْلُعَ الدَّرْبُ قَافِلاً، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَحْمِلَهُ الْحَمِيَّةُ عَلَى أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُشْرِكِينَ‏.‏

9371- عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ عَلَى جَيْشٍ فَقَالَ لِجَيْشِهِ‏:‏ إِنَّكُمْ نَزَلْتُمْ أَرْضًا كَثِيرَةَ النِّسَاءِ وَالشَّرَابِ، يَعْنِي الْخَمْرَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ حَدًّا فَلْيَأْتِنَا، فَنُطَهِّرُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ‏:‏ أَنْتَ، لاَ أُمَّ لَكَ، الَّذِي يَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يَهْتِكُوا سِتْرَ اللهِ الَّذِي سَتَرَهُمْ بِهِ‏.‏

9372- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ‏:‏ أَصَابَ أَمِيرُ الْجَيْشِ، وَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، شَرَابًا فَسَكِرَ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ‏:‏ أَقِيمَا عَلَيْهِ الْحَدُّ، فَقَالاَ‏:‏ لاَ نَفْعَلُ نَحْنُ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، وَنَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمُوا، فَيَكُونَ جُرْأَةً مِنْهُمْ عَلَيْنَا، وَضَعْفًا بِنَا‏.‏

9373- عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ‏:‏ سَرَقَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَرَسًا فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومِ، فَرَجَعَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ بِهَا فَأَرَادُوا قَطْعَهُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏:‏ لاَ تَقْطَعُوا حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ‏.‏

باب عَقْرِ الشَّجَرِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ

9374- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عَطَاءٌ‏:‏ قَدْ قَالَ‏:‏ ‏{‏مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ، أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً‏}‏ وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏مِنْ لِينَةٍ‏}‏‏:‏ النَّخْلَةُ، نَهَى بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضًا عَنْ قَطْعِ النَّخْلِ، وَقَالُوا‏:‏ إِنَّمَا هِيَ فِي مَغَانِمِ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ مَنْ نَهَى عَنْ قَطْعِهَا، وَتَحْلِيلِ مَنْ قَطَعَهَا عَنِ الإِثْمِ، وَإِنَّمَا قَطْعُهَا وَتَرْكُهَا بِإِذْنِهِ‏.‏

9375- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ‏:‏ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الشَّامِ، وَبَعَثَ أُمَرَاءَ، ثُمَّ بَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ وَهُوَ يَمْشِي‏:‏ إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ، وَإِمَّا أَنْ أَنْزِلَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ‏:‏ مَا أَنَا بِرَاكِبٍ، وَمَا أَنْتَ بِنَازِلٍ، إِنِّي احْتَسَبْتُ خُطَايَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَيَزِيدُ يَومَئِذٍ عَلَى رُبْعٍ مِنَ الأَرْبَاعِ، قَالَ‏:‏ إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ فَدَعْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ، وَسَتَجِدُ قَوْمًا قَدْ فَحَصُوا عَنْ أَوْسَاطِ رُؤُوسِهِمْ مِنَ الشَّعَرِ وَتَرَكُوا مِنْهَا أَمْثَالَ الْعَصَائِبِ فَاضْرِبُوا مَا فَحَصُوا عَنْهُ بِالسَّيْفِ، وَإِنِّي مُوصِيكَ بِعَشْرٍ‏:‏ لاَ تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً، وَلاَ صَبِيًّا، وَلاَ كَبِيرًا، وَلاَ تَعْقِرَنَّ نَخْلاً، وَلاَ تَحْرِقَنَّهَا، وَلاَ تَجْبُنُ، وَلاَ تَغْلُلُ، الَّذِينَ فَحَصُوا عَنْ رُؤُوسِهِمُ الشَّمَامِسَةُ، وَالَّذِينَ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ‏.‏

9376- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ‏:‏ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَيَّعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ‏.‏

9377- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ قَوْمًا قَدْ فَحَصُوا عَنْ رُؤُوسِهِمْ بِالسُّيُوفِ، وَسَتَجِدُونَ قَوْمًا قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الصَّوَامِعِ فَذَرْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ‏.‏

9378- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، بَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ‏.‏

9379- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ الْوُصَفَاءِ، وَالْعُسَفَاءِ، وَالْعَسِيفُ الأَجِيرُ‏.‏

9380- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، مِثْلَهُ، وَزَادَ وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ‏:‏

وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُوَيٍّ *** حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ

9381- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَقْرِ الشَّجَرِ، فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِلدَّوَابِّ فِي الْجَدْبِ‏.‏

9382- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُرَقَّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ قَالَ‏:‏ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ قُتِلَتْ، لَهَا خَلْقٌ، وَالنَّاسُ عَلَيْهَا فَفَرَجُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ اذْهَبْ فَالْحَقْ خَالِدًا وَقُلْ لَهُ‏:‏ لاَ تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً، وَلاَ عَسِيفًا‏.‏

9383- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ‏:‏ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنَ بِامْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَرْدَفْتُهَا فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي، فَقَتَلْتُهَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَفْنِهَا‏.‏

9384- عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ‏:‏ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ، إِلاَّ مَنْ عَدَا مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ‏.‏

باب الْبَيَاتِ

9385- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُصِيبُ فِي الْبَيَاتِ مِنْ ذَرَارِي الْمُشْرِكِينَ قَالَ‏:‏ هُمْ مِنْهُمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي حَقِيقٍ نَهَى حِينَئِذٍ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ‏.‏

9386- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى خَيْبَرٍ فَأَفْضَى الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَوَ لَيْسُوا أَوْلاَدَ الْمُشْرِكِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَوَ لَيْسَ خِيَارُكُمْ أَوْلاَدَ الْمُشْرِكِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَطَبَنَا، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ‏.‏

9387- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ؛ أَنَّهُ بَيَّتَ عَدُوًّا مِنَ الأَعْدَاءِ لَيْلاً‏.‏

9388- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُؤْذِيهِ، فَأَمَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ، فَجَاؤُوا بِهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ بِالْعَوَالِي، فَلَمَّا رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ فَقَالَ‏:‏ مَا جَاءَ بِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ جِئْنَاكَ لِحَاجَةٍ قَالَ‏:‏ فَيَدْنُوا بَعْضُكُمْ فَيُحَدِّثُنِي بِحَاجَتِهِ قَالَ‏:‏ فَدَنَا مِنْهُ بَعْضُهُمْ فَقَالُوا‏:‏ جِئْنَاكَ نُبَايِعُكَ أَدْرَاعًا عِنْدَنَا، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ، لَقَدْ جَهِدْتُمْ مُنْذُ نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أَوْ قَالَ بِكُمْ، قَالَ‏:‏ فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بَعْدَ هُدُوءٍ مِنَ اللَّيْلِ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَجَاؤُوهُ فَقَامَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ‏:‏ مَا جَاءَكَ هَؤُلاَءِ هَذِهِ السَّاعَةُ بِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبَّ قَالَ‏:‏ إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي بِحَاجَتِهِمْ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمُ اعْتَنَقَهُ أَبُوعَبْسٍ، وَعَلاَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ، فَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ بِخِنْجَرِهِ فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ يَهُودٌ غَدَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا‏:‏ قُتِلَ صَاحِبُنَا غِيلَةً فَذَكَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَهْجُوهُ فِي أَشْعَارِهِ وَيُؤْذِيهِ قَالَ‏:‏ ثُمَّ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِمَّنْ كَانَ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ لأَبِي عَبْسٍ‏:‏ قَتَلْتُمْ كَعْبًا غِيلَةً قَالَ‏:‏ فَحَلَفَ أَبُو عَبْسٍ‏:‏ لاَ يَرَاهُ أَبَدًا يَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ إِلاَّ قَتَلَهُ قَالَ‏:‏ فَكَانَ إِذَا رَآهُ عَدَا فِي أَثَرِهِ حَتَّى يُعْجِزَهُ الآخَرُ‏.‏

باب قَتْلِ أَهْلِ الشِّرْكِ صَبْرًا وَفِدَاءَ الأَسْرَى

9389- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ يَكْرَهُ قَتْلَ أَهْلِ الشِّرْكِ صَبْرًا وَيَتْلُو‏:‏ ‏{‏فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً‏}‏، قَالَ‏:‏ وَأَقُولُ‏:‏ ثُمَّ نَسَخَتْهَا‏:‏ ‏{‏فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‏}‏ وَنَزَلَتْ، زَعَمُوا، فِي الْعَرَبِ خَاصَّةً، وَقَتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا‏.‏

9390- عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَبَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى شَجَرَةٍ فَقَالَ‏:‏ أَمِنْ بَيْنَ قُرَيْشٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَمَنْ لِلصَّبْيَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النَّارُ‏.‏

9391- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ فِي الأَمِيرِ يُعْطِي بِهِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ‏:‏ اقْتُلُوهُ، قَتْلُ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ كَذَا وَكَذَا‏.‏

9392- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ كَانَ يَحْرُسُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ‏:‏ قَالَ‏:‏ مَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَتَلَ أَسِيرًا قَطُّ، إِلاَّ وَاحِدًا مِنَ التُّرْكِ قَالَ‏:‏ جِيءَ بِأَسْرَى مِنَ التُّرْكِ قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يُسْتَرَقُّوا فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ جَاءَ بِهِمْ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كُنْتَ رَأَيْتَ هَذَا لأَحَدِهِمْ وَهُوَ يَقْتُلُ فِي الْمُسْلِمِينَ لَكَثُرَ بُكَاؤُكَ عَلَيْهِمْ قَالَ‏:‏ فَدُونَكَ فَاقْتُلْهُ قَالَ‏:‏ فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ‏.‏

9393- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يُقْتَلُ الأُسَارَى إِلاَّ فِي الْحَرْبِ، نُهِيبُ بِهِمْ‏.‏

9394- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ فَادَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُسَارَى بَدْرٍ، فَكَانَ فِدَاءُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، وَقَتَلَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ قَبْلَ الْفِدَاءِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَتَلَهُ صَبْرًا قَالَ‏:‏ مَنْ لِلصِّبْيَةِ يَا مُحَمَّدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النَّارُ‏.‏

9395- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ‏:‏ كَانَتْ بَنُو عَامِرٍ أَسَرُوا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ، وَأَخَذُوا نَاقَةً كَانَتْ تَسْبِقُ عَلَيْهَا الْحَاجُّ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُوثَقٌ فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَعَطَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ عَلَى مَا أُحْبَسُ وَتُؤْخَذُ سَابِقَةُ الْحَاجِّ‏؟‏

قَالَ‏:‏ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَكَانَتْ بَنُو عَامِرٍ مِنْ حُلَفَاءِ ثَقِيفٍ، ثُمَّ أَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَاهُ أَيْضًا‏:‏ يَا مُحَمَّدُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ قُلْتَ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلاَحِ قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُ أَيْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ‏:‏ أَطْعِمْنِي فَإِنِّي جَائِعٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَذِهِ حَاجَتُكَ فَأمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادَى الرَّجُلَ بِالرَّجُلَيْنِ الَّذَيْنَ أُسِرَا مِنْ أَصْحَابِهِ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَأَغَارَ نَاسٌ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَصَابُوا نَاقَةً، وَأَصَابُوا امْرَأَةً أَيْضًا، فَذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَعْضِ اللَّيْلِ إِلَى إِبِلِهِمْ، وَكَانُوا يُرِيحُونَهَا عِنْدَ أَفْنِيَتِهِمْ، فَكُلَّمَا دَنَتْ مِنْ بَعِيرٍ لِتَرْكَبَهُ رَغَا، حَتَّى جَاءَتْ إِلَى نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ نَاقَةٌ ذَلُولٌ، فَلَمْ تَرْغُ، حَتَّى قَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا ثُمَّ صَاحَتْ بِهَا قَالَ‏:‏ وَنَذَرَ بِهَا الْقَوْمُ، فَرَكَبُوا فِي طَلَبِهَا، فَنَذَرَتْ وَهِيَ مُنْطَلِقَةٌ، وَهُمْ فِي أَثَرِهَا، إِنِ اللَّهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا قَالَ‏:‏ فَنَجَتْ، فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ‏:‏ هَذِهِ نَاقَتُكَ، جَاءَتْ عَلَيْهَا فُلاَنَةُ، أَنْجَاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا‏:‏ كَيْفَ صَنَعَتْ‏؟‏ فَأَخْبَرَتْهُ، فَنَذَرْتُ وَهُمْ فِي طَلَبِي، إِنِ اللَّهُ أَنْجَانِي عَلَيْهَا أَنْ أَنْحَرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بِئْسَ مَا جَزَيْتَهَا إِذًا لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ‏.‏

9396- عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَإِسْرَائِيلَ، أَوْ أَحَدُهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّهُ أُخِذَ أَسِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي مُسْلِمٌ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكَهُ وَقَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالاً أَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ‏.‏

9397- عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ مَعْمَرًا قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ مُجَاهِدٍ فِي غَزَاةٍ، فَأَبَقَ أَسِيرٌ لِرَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَنَا، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَقَتَلَهُ فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ‏.‏

9398- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُسَارَى بَدْرٍ‏:‏ لاَ يَقْتُلَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ بِضَرْبَةِ رَجُلٍ، أَوْ بِفِدَاءٍ‏.‏

9399- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرَيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ‏:‏ لاَ يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ الْيَوْمِ صَبْرًا‏.‏

9400- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُسَارَى بَدْرٍ‏:‏ لَوْ كَانَ الْمُطْعَمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا فَكَلَمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ‏.‏

9401- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا أُسِرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَارَى بَدْرٍ فَكَانَ فِيهِمْ أَبُو وَدَاعَةَ بْنِ صَبَارَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ لَهُ ابْنًا كَيِّسًا وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ بِفِدَاءِ أَبِيهِ‏.‏

9402- عَنْ مَعْمَرٍ، يَعْنِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ‏:‏ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْتُلَ هَؤُلاَءِ الأُسَارَى، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُفَادِي بِهِمْ، وَتُقْتَلُ مِنْ أَصَحَابِكَ، مِثْلَهُمْ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فَقَالُوا‏:‏ نُفَادِيهِمْ، وَنَتَقَوَّى بِهِمْ، وَيُكْرِمُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ مَنْ يَشَاءُ‏.‏

9403- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ يَقُولُ‏:‏ ثِنْتَانِ فَعَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذْنُهُ لِلْمُنَافِقِينَ، وَأَخْذُهُ مِنَ الأُسَارَى‏.‏

9404- عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ‏:‏ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لاَ يَحِلُّ الأُسَارَى لأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ‏:‏ ‏{‏فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا‏}‏، قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ لاَ يَعْبَأُ بِهَذَا شَيْئًا، أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ يُنْكِرُ هَذَا، وَيَقُولُ‏:‏ هَذِهِ مَنْسُوخَةٌ، إِنَّمَا كَانَتْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكِينَ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ‏}‏ فَإِنْ كَانُوا مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ إِلاَّ الإِسْلاَمَ، وَإِنْ أَبَوْا قُتِلُوا فَأَمَّا مَنْ سِوَاهُمْ، فَإِذَا أُسِرُوا فَالْمُسْلِمُونَ فِيهِمْ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاؤُوا قَتَلُوا، وَإِنْ شَاؤُوا اسْتَحْيَوْا، وَإِنْ شَاؤُوا فَادَوْا إِذَا لَمْ يَتَحَوَّلُوا عَنْ دِينِهِمْ، فَإِنْ أَظْهَرُوا الإِسْلاَمَ لَمْ يُفَادُوا‏.‏

9405- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً‏}‏، قَالاَ‏:‏ نَسَخَهَا ‏{‏اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ‏}‏ الآيَةَ، وَقَالَهُ السُّدِّيُّ‏.‏

9406- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى يَوْمَ بَدْرٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ الأَسِيرَ الَّذِي أَسَرَ فَكَانَ هُوَ يُفَادِيهِ بِنَفْسِهِ‏.‏

9407- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو حَمَلَ بِفِدَاءِ أَسْرَى بَدْرٍ، وَحَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا تُرِيدُ قُرَيْشٌ فِي غَزْوِهِ، وَكَانَ فَادَى أَبَا وَدَاعَةَ بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ‏.‏

باب حَمْلِ السِّلاَحِ وَالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

9408- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ كُرِهَ حَمْلُ السِّلاَحِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ قُلْتُ‏:‏ أَتُحْمَلُ الْخَيْلُ إِلَيْهِمْ‏؟‏ فَأَبَى ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَمَّا مَا تَقَوَّوْا بِهِ فِي الْقِتَالِ فَلاَ يُحْمَلُ إِلَيْهِمْ، وَأَمَّا غَيْرُهُ فَلاَ بَأْسَ وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ‏.‏

9409- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ نَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُحْمَلَ الْخَيْلَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ‏.‏

9410- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافِرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ‏.‏

9411- عَنْ عُبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ قَالَ‏:‏ وَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الأَمْصَارِ‏.‏

باب الْقَتْلِ بِالنَّارِ

9412- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ حَرَّقَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ أَتَدَعُ هَذَا الَّذِي يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ لاَ أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ‏.‏

9413- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ‏:‏ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ، وَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ‏:‏ لَوْ كُنْتُ لَقَتَلْتُهُمْ وَلَمْ أُحَرِّقْهُمْ، لأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ بَدَّلَ، أَوْ قَالَ‏:‏ مَنْ رَجَعَ عَنْ، دِينِهِ فَاقْتُلُوهُ، وَلاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ، يَعْنِي النَّارَ قَالَ‏:‏ فَبَلَغَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ‏:‏ وَيْحَ ابْنَ عَبَّاسٍ‏.‏

9414- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ قَدْ أُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ‏.‏

9415- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَوِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلُّ الذُّبَابِ فِي النَّارِ إِلاَّ النَّحْلَ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ قَتْلِهِنَّ، وَإِحْرَاقِ الطَّعَامِ‏.‏

9416- عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، كَرِهَ أَنْ يُحَرَّقَ الْعَقَرَبُ بِالنَّارِ، لأَنَّهُ مُثْلَةٌ‏.‏

9417- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَقَالَ‏:‏ إِنْ أَخَذْتُمْ هَبَّارَ بْنِ الأَسْوَدِ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ شُعْبَتَيْنِ مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ أَلْقُوا فِيهَا النَّارَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللهِ، إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ رِجْلَهُ، ثُمَّ اقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ رِجْلَهُ قَالَ‏:‏ فَلَمْ تُصِبْهُ تِلْكَ السَّرِيَّةُ وَأَصَابَتْهُ نَقْلَةٌ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ‏:‏ وَكَانَ رَجُلاً سَبَّابًا، فَأُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ هَذَا هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ يُسَبُّ فَمَا يَسُبُّ قَالَ‏:‏ فَجَاءَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَ هَبَّارُ مُسْلِمًا فَقَالَ لَهُ‏:‏ سُبَّ مَنْ سَبَّكَ، سُبَّ مَنْ سَبَّكَ‏.‏

9418- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيُّ‏:‏ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَرَهْطًا مَعَهُ سَرِيَّةٌ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عَدُوِّهِ فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلاَنٍ فَأَحْرِقُوهُ فِي النَّارِ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا تَوَارَوْا مِنْهُ نَادَاهُمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَرَدَّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلاَ تَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ‏.‏

9419- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِعْثًا إِلَى نَاسٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ كُلُّهُمْ إِنْ قَدَرُوا عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ صَبَّحُوهُمْ، فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَشِرُ وَيَتَبَسَّمُ لِمَا هُوَ يُخْبِرُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ فَمَرَّ رَجُلٌ فَسَعَى حَتَّى رَقِيَ فِي شَجَرَةٍ طَوِيلَةٍ ضَخْمَةٍ، فَرَمَيْنَاهُ بِالنَّبْلِ وَهُوَ فِيهَا، ثُمَّ أَوْقَدْنَا نَارًا وَأَحْرَقْنَا الشَّجَرَةَ قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ذُكِرَ لَهُ الإِحْرَاقُ بِالنَّارِ قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ فَسَقَطَ الرَّجُلُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ كَانَتِ النَّبْلُ قَتَلَتْهُ‏.‏

باب دُعَاءِ الْعَدُوِّ

9420- عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّكَ سَتَأْتِي عَلَى نَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ شَهْرٍ فِي إِثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِكُمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنَيَائِكُمْ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ، فَخُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَاجْتَنِبْ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لاَ حِجَابَ لَهَا دُونِي‏.‏

9421- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقَاتِلْ بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ‏.‏

9422- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بَنِي النَّضِيرِ إِلَى أَنْ يُعْطُوا عَهْدًا يُعَاهِدُونَهُ عَلَيْهِ فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ‏.‏

9423- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ قَالَ‏:‏ كَتَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى مِهْرَانَ بْنِ زَادَانَ وَآخَرَ مَعَهُ قَدْ سَمَّاهُ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنَّ عِنْدِي قَوْمًا يُحِبُّونَ الْقِتَالَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسُ شُرْبَ الْخَمْرِ‏.‏

9424- أَخْبَرَنَا قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ عَلِيًّا بَعَثَ خَلْفَهُ رَجُلاً فَقَالَ‏:‏ اتْبَعْ عَلِيًّا وَلاَ تَدْعُهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَلَكِنِ اتْبَعْهُ وَخُذْ بِيَدِهِ، وَقُلْ لَهُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَقِمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ قَالَ‏:‏ فَأَقَامَ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ لاَ تُقَاتِلْ قَوْمًا حَتَّى تَدْعُوهُمْ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ‏.‏

9425- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ‏:‏ كُنَّا نَدْعُو الْعَدُوَّ وَنَدْعُ‏.‏

9426- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ قَدْ عَلِمُوا مَا يُدْعَوْنَ إِلَيْهِ‏.‏

9427- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَا قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا إِلاَّ دَعَاهُمْ‏.‏

9428- عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَمَعْمَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ‏:‏ اغْزُوا بِسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغْدُرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، إِذَا أَنْتَ لَقِيتَ عَدُوِّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلاَلٍ‏:‏ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ مِنْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، وَادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعَرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ شَيْءٌ، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي الإِسْلاَمِ، فَسَلْهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلاَ ذِمَّةِ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ، وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَخْفِرُوا ذِمَّتَكُمْ وَذِمَّةَ آبَائِكُمْ أَهْوَنَ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ عَلَى أَنْ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي أَتُصِيبَ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ‏.‏

9429- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ‏:‏ كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ‏:‏ إِذَا حَصَرْتُمْ قَصْرًا فَلاَ تَقُولُوا‏:‏ انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ اللهِ وَحُكْمِنَا وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ اقْضُوا فِيهِمْ مَا شِئْتُمْ، فَإِذَا لَقِيَ رَجُلٌ رَجُلاً فَقَالَ لَهُ‏:‏ مَتْرَسْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، وَإِذَا قَالَ‏:‏ لاَ تَدْهَلْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، وَإِذَا قَالَ‏:‏ لاَ تَخَفْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الأَلْسِنَةَ‏.‏

9430- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي حَبِيبٌ الْوَلِيدُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا قَالَ‏:‏ انْطَلِقُوا بِسْمِ اللهِ وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، تُقَاتِلُونَ مَنْ كَفَرَ باللهِ، أَبْعَثُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَجْبُنُوا، وَلاَ تُمَثِّلوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَلاَ تَحْرِقُوا كَنِيسَةً، وَلاَ تَعْقِرُوا نَخْلاً، وَبَعَثَ إِنْسَانًا إِلَى إِنْسَانٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيْهِ بِالْيَمَنِ فَقَالَ‏:‏ حَرِّقُوهُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ لاَ تُعَذِّبْ بِعَذَابِ اللَّهِ‏.‏

9431- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ قَالَ‏:‏ كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنٌ بَخَانِقِينَ‏:‏ أَنَّ الأَهِلَّةَ بَعْضَهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ رَجُلاَنِ أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالأَمْسِ، وَإِذَا حَاصَرْتُمْ أَهْلَ حِصْنٍ فَلاَ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ احْكُمُوا فِيهِمْ بِمَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَقُولُوا‏:‏ لاَ تَخَفْ، وَلاَ تَدْهَلْ، وَمَتْرَسْ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الأَلْسِنَةَ‏.‏

9432- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ بَكِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ابْنَ الْمُسَيَّبِ فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أُحَدِّثُكَ بِمَا نَصْنَعُ فِي مَغَازِينَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَنِي مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَصْنَعُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَلَّ بِالْقَرْيَةِ دَعَا أَهْلَهَا إِلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنِ اتَّبَعُوهُ خَلَطَهُمْ بِنَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَإِنْ أَبَوْا دَعَاهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَعْطَوْهَا قَبِلَهَا مِنْهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا آذَنَهُمْ عَلَى سَوَاءٍ، وَكَانَ أَدْنَاهُمْ إِذَا أَعْطَاهُمُ الْعَهْدَ وَفَّوْا لَهُ أَجْمَعُونَ‏.‏

9433- عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ يُقَاتَلُ أَهْلُ الأَوْثَانِ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَيُقَاتَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ عَلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ‏.‏

9434- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى جُذَيْمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا‏:‏ أَسْلَمْنَا، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ‏:‏ صَبَأْنَا، صَبَأْنَا، وَجَعَلَ خَالِدٌ بِهِمْ قَتْلاً وَأَسْرًا، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَنَا أَنْ يَقْتُلَ كُلٌّ رَجَلٌ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، فَقِدِمْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَ، يَعْنِي يَدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبَرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ‏.‏

9435- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ قَالَ‏:‏ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ أَيَّمَا رَجُلٌ دَعَا رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَدْ أَمَّنَهُ اللَّهُ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِعَهْدِ اللهِ وَمِيثَاقِهِ‏.‏

باب الْجِوَارِ، وَجِوَارِ الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ

9436- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّقَّاشِيِّ قَالَ‏:‏ شَهْدَتْ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى فَارِسٍ يُقَالُ لَهَا شَاهِرْتَا فَحَاصَرْنَاهَا شَهْرًا، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَطَمَعْنَا أَنْ نُصَبِّحَهُمْ، انْصَرَفْنَا عَنْهُمْ عِنْدَ الْمَقِيلِ، فَتَخَلَّفَ عَبْدٌ مِنَّا فَاسْتَأْمَنُوهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ فِي سَهْمٍ أَمَانًا، ثُمَّ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ خَرَجُوا فِي ثِيَابِهِمْ، وَوَضَعُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَقُلْنَا‏:‏ مَا شَأْنُكُمْ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ أَمَّنْتُمُونَا وَأَخَرَجُوا إِلَيْنَا السَّهْمَ فِيهِ كِتَابُ أَمَانِهِمْ فَقُلْنَا‏:‏ هَذَا عَبْدٌ وَالْعَبْدُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ قَالُوا‏:‏ لاَ نَدْرِي عَبْدَكُمْ مِنْ حُرِّكُمْ، وَقَدْ خَرَجُوا بِأَمَانٍ، قُلْنَا‏:‏ فَارْجِعُوا بِأَمَانٍ قَالُوا‏:‏ لاَ نَرْجِعُ إِلَيْهِ أَبَدًا فَكَتَبْنَا إِلَى عُمَرَ بَعْضَ قِصَّتِهِمْ، فَكَتَبَ عُمَرُ‏:‏ أَنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَمَانُهُ أَمَانُهُمْ قَالَ‏:‏ فَفَاتَنَا مَا كُنَّا أَشْرَفْنَا عَلَيْهِ مِنْ غَنَائِمِهِمْ‏.‏

9437- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ إِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لِتَأْخُذَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ تَقُولُ‏:‏ تُؤَمَّنُ‏.‏

9438- عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ، جَاءَتْ بِرَجُلَيْنِ فَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتْلَهُمَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ قَدْ أَجَرْنَا مَا أَجَارَتْ أُمُّ هَانِئٍ‏.‏

9439- عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ‏:‏ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَتْ‏:‏ أَيْ رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ فُلاَنًا، رَجُلاً أَجَرْتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَدْ أَجَرْنَا مَا أَجَارَتْ أُمُّ هَانِئٍ‏.‏

9440- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ‏:‏ أَنَّ زَيْنَبَ قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ إِنْ أُقْرِبَ فَابْنُ عَمٍّ، وَإِنْ أُبْعِدَ فَأَبُو وَلَدٍ، وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، فَأَجَازَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

9441- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ‏:‏ أَنَّ حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ زَوْجًا لِبِنْتِ خَدِيجَةَ، فَجِيءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِدٍّ، فَحَلَّتْهُ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

9442- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَارَتْ زَوْجَهَا أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَأَمْضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَارَهَا‏.‏

9443- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ‏:‏ الْتَقَتْ خَيْلاَنِ، خَيْلٌ لِلدَّيْلَمِ، وَخَيْلٌ لِلْعَرَبِ، فَانْكَشَفَتِ الْخَيْلُ فَإِذَا صَرِيعٌ بَيْنَهُمْ قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلَتِ الْعَرَبُ وَحَسِبَتْ أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَقَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ، فَلَمَّا غَشَوْهُ إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مِنَ الدَّيْلَمِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَّاهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ وَاللهِ مَا آمَنَّاهُ‏.‏ وَمَا كُنَّا نَرَى إِلاَّ أَنَّهُ مِنَّا فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ آمَنُوهُ‏.‏

9444- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ‏:‏ لَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ قَامَتْ زَيْنَبُ فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّهُ ذَكَرَ زَوْجِي قَدْ جِيءَ بِهِ، وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ مَا لِي بِهِ مِنْ عِلْمٍ، وَإِنَّهُ لَيُجِيرُ عَلَى الْقَوْمِ أَدْنَاهُمْ‏.‏

9445- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَنْعَقِدُ بَذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، وَأَدْنَاهُمْ عَلَى أَقْصَاهُمْ، وَالْمُتَسَرِّي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَوِيُّ عَلَى الضَّعِيفِ يَقُولُ‏:‏ فِي الْغَنَائِمِ‏.‏

9446- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَازَ جِوَارَ زَيْنَبَ ابْنَتِهِ‏.‏

باب سَهْمِ الْعَبْدِ

9447- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ‏:‏ لاَ سَهْمَ لِعَبَدٍ مَعَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا عِنْدَ ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَا وَجَدَ رَكْزَةً عَلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ عُمَرُ فَابْتَاعَهُ مِنْهُ، وَأَعْتَقَهُ، وَأَعْطَاهُ مِنْهَا مَالاً، وَجَعَلَ سَائِرَهَا فِي مَالِ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

9448- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عَطَاءٌ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّهُ يُقَالُ لاَ يُلْحَقُ عَبْدٌ فِي دِيوَانٍ، وَلاَ تُؤْخَذُ مِنْهُ زَكَاةٌ‏.‏

9449- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ بَعْضَ الْغِفَارِيِّينَ، خَالِدَ بْنَ الْغِفَارِيِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبِيدًا لَهُمْ شَهِدُوا بَدْرًا فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْطِيهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ، ثَلاَثَةَ آلاَفٍ كُلَّ سَنَةٍ‏.‏

9450- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ‏:‏ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَالَ‏:‏ وَفِينَا مَمْلُوكُونَ قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ‏.‏

9451- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْمَمْلُوكِ وَالْمَرْأَةِ‏:‏ هَلْ يُعْطَوْنَ مِنَ الْخُمْسِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الْخُمْسِ شَيْءٌ‏.‏

9452- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يَحُدُ الْعَبْدَ وَالْمَرْأَةَ مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ قَالَ‏:‏ وَأَقُولُ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ يَحْضَرَانِ الْبَأْسَ‏:‏ لَيْسَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ، إِلاَّ أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ‏.‏

9453- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ لَيْسَ لِلْعَبْدِ نَصِيبٌ مِنَ الْغَنَائِمِ، قَالَ الْحَجَّاجُ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ‏.‏

9454- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ‏:‏ حَضَرْتُ خَيْبَرَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُسْهِمَ لِي وَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثَيِ الْمَتَاعِ‏.‏

9455- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، وَعَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ، وَعَنِ الْعَبِيدِ‏:‏ هَلْ كَانُوا يُعْطَوْنَ مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا‏؟‏ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ كَتَبْتَ لِي فِي سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، فَإِنَّهُ كَانَ لَنَا حَتَّى حَرَمْنَاهُ قَوْمَنَا، وَكَتَبْتَ فِي قَتْلِ الصِّبْيَانِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنْهُمِ مَا كَانَ صَاحِبُ مُوسَى يَعْلَمُ، وَإِلاَّ لاَ يِحِلُّ لَكَ قَتْلُهُمْ، وَكَتَبْتَ فِي الْعَبِيدِ هَلْ كَانُوا يُعْطَوْنَ مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، وَإِنَّهُمْ كَانُوا يُحْذَوْنَ الشَّيْءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُضْرَبَ لَهُمْ سَهْمٌ‏.‏

باب هَلْ يُسْهَمُ لِلأَجِيرِ‏؟‏

9456- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، قَالاَ‏:‏ لاَ سَهْمَ لِلأَجِيرِ‏.‏

9457- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ‏:‏ أَتَخْرُجُ مَعِي يَا فُلاَنُ لِلْغَزْوِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَوَعَدَهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْخُرُوجَ دَعَاهُ، فَأَبَى أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ أَلَيْسَ قَدْ وَعَدْتَنِي‏؟‏ أَتَكْذِبُنِي‏؟‏ وَتُخْلِفُنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَخْرُجَ قَالَ‏:‏ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عِيَالِي وَأَهْلِي قَالَ‏:‏ فَمَا الَّذِي يُرْضِيكَ حَتَّى تَخْرُجَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةُ دَنَانِيرَ، عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ فَخَرَجَ مَعَهُ، فَلَمَّا هَزَمُوا الْعَدُوَّ وَأَصَابُوا الْغَنَائِمَ، قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ‏:‏ أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ الْغَنَائِمِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَأَذْكُرُ أَمْرَكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ دَنَانِيرَ حَظُّهُ وَنَصِيبُهُ مِنْ غَزْوِهِ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ‏.‏

باب الْجَعَائِلِ

9458- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الْجَعَائِلِ قَالَ‏:‏ إِذَا أَخَذَهُ الرَّجُلُ بِدِينِهِ يَتَقَوَّى بِهِ فَلاَ بَأْسَ‏.‏

9459- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كَانَ الْقَاعِدُ يَمْنَحُ الْغَازِي، فَأَمَّا أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ غَزْوَهُ فَلاَ أَدْرِي مَا هُوَ‏.‏

9460- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ الْعِيزَارِ الأَسْدِيِّ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْجَعَائِلِ فَقَالَ‏:‏ لَمْ أَكُنْ لأَرْتَشِي إِلاَّ مَا رَشَانِي اللَّهُ، قَالَ‏:‏ وَسَأَلْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ‏:‏ تَرْكُهَا أَفْضَلُ، فَإِنْ أَخَذْتَهَا فَأَنْفِقْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

9461- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الأَعْجَمِ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْجَعَائِلِ فَخَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ أَرْبَعَةٍ وَاحِدٌ، وَمِنْ كُلِّ ثَلاَثَةٍ وَاحِدٌ قَالَ‏:‏ إِنْ جَعَلْتَهَا فِي كُرَاعٍ، أَوْ سِلاَحٍ فَلاَ بَأْسَ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فِي عَبْدٍ، أَوْ أَمَةٍ، أَوْ غَنَمٍ فَهُوَ غَيْرُ طَائِلٍ‏.‏

9462- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ كَانُوا يُعْطُونَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَأْخُذُوا، هَذَا فِي الْجَعَالَةِ‏.‏

9463- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ مَسْرُوقٌ يَجْعَلُ عَنْ نَفْسِهِ إِذَا خَرَجَ الْبَعْثُ‏.‏

9464- عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَطَاءٍ الْجَنَدِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَبِيبٍ الْجَنَدِيُّ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا أَبَا الْوَلِيدِ يَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ إِذَا رَأَيْتَ الصَّدَقَةَ كُتِمَتْ، وَقَلَّتْ وَاسْتُؤْجِرَ فِي الْغَزْوِ، وَعُمِّرَ الْخَرَابُ، وَخُرِّبَ الْعَامِرُ، وَالرَّجُلُ يَتَمَرَّسُ بَأَمَانَتِهِ كَمَا يَتَمَرَّسُ الْبَعِيرُ بِالشَّجَرِ، فَإِنَّكَ وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا‏.‏

باب الشِّعَارِ

9465- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ‏:‏ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقْرَةِ‏.‏

9466- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَهُ‏.‏

9467- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ يَقُولُ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنْ بُيِّتُّمُ اللَّيْلَةَ فَقُولُوا‏:‏ حم لاَ يُنْصَرُونَ‏.‏

باب السَّلَبِ وَالْمُبَارَزَةِ

9468- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ بَارَزَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ أَخُو أَنَسٍ مَرْزُبَانَ الزَّأْرَةِ فَقَتَلَهُ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ، فَبَلَغَ سَلَبُهُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ لأَبِي طَلْحَةَ‏:‏ إِنَّا كُنَّا لاَ نُخَمِّسُ السَّلَبَ، وَإِنَّ سَلَبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالاً كَثِيرًا، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ خَامِسَهُ‏.‏

9469- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ اسْتَلْقَى الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَتَرَنَّمَ فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ‏:‏ اذْكُرِ اللَّهَ يَا أَخِي، فَاسْتَوَى جَالِسًا وَقَالَ‏:‏ أَيْ أَنَسُ أَتُرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي، وَقَدْ قَتَلْتُ مِئَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً سِوَى مَا شَارَكْتُ فِي قَتْلِهِ‏.‏

9470- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَالَ‏:‏ مَنْ يُبَارِزُ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قُمْ يَا زُبَيْرُ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ‏:‏ أَوَحِيدِي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّهُمَا عَلاَ صَاحِبَهُ قَتَلَهُ‏؟‏ فَعَلاَهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، فَنَفَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ‏.‏

9471- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ نَافِعًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ مُنْذُ قَطُّ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، فَقَتَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلاً مِنَ الْكُفَّارِ، فَإِنَّ سَلَبَهُ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي مَعْمَعَةِ الْقِتَالِ‏.‏

9472- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُخَمِّسُ السَّلَبَ‏.‏

9473- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سِحْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ غَيْرِي شِبْرَ وَهُوَ الصَّوَابُ قَالَ‏:‏ كُنَّا بِالْقَادِسِيَّةِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَيْهِ السِّلاَحُ وَالْهَيْئَةُ قَالَ‏:‏ مرد، ومرد يَقُولُ‏:‏ رَجُلٌ وَرَجُلٌ، فَعَرَضْتُ عَلَى أَصْحَابِي أَنْ يُبَارِزُوهُ، فَأَبَوْا، وَكُنْتُ رَجُلاً قَصِيرًا قَالَ‏:‏ فَقَدِمْتُ إِلَيْهِ، فَصَاحَ صَوْتًا، وَكَبَّرْتُ وَهَدَرَ، وَكَبَّرْتُ فَاحْتَمَلَ بِي فَضَرَبَ قَالَ‏:‏ وَيَمِيلُ بِهِ فَرَسُهُ قَالَ‏:‏ فَأَخَذْتُ خِنْجَرَهُ، فَوَثَبْتُ عَلَى صَدْرِهِ، فَذَبَحْتُهُ قَالَ‏:‏ وَأَخَذْتُ مِنْطَقَةً لَهُ وَسَيْفًا، وَرَايَتَيْنِ، وَدِرَاعًا، وَسِوَارَيْنِ، فَقَوَّمَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا فَأَتَيْتُ بِهِ سَعْدَ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ‏:‏ رُحْ إِلَيَّ، وَرُحْ بِالسَّلَبِ قَالَ‏:‏ فَرُحْتُ إِلَيْهِ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ‏:‏ هَذَا سَلَبُ شِبْرَ بْنِ عَلْقَمَةَ خُذْهُ هَنِيئًا مَرِيئًا فَنَفَلَنِيهِ كُلَّهُ‏.‏

9474- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ بَنِي مُسَيْلِمَةَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ‏:‏ حِمَارُ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ رَجُلاً طِوَالاً فِي يَدِهِ سَيْفٌ أَبْيَضُ، وَكَانَ الْبَرَاءُ رَجُلاً قَصِيرًا، فَضَرَبَ الْبَرَاءُ رِجْلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَكَأَنَّهُ أَخْطَأَهُ، فَوَقَعَ عَلَى قَفَاهُ قَالَ‏:‏ فَأَخَذْتُ سَيْفَهُ وَأَغْمَدْتُ سَيْفِي‏.‏

9475- عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ‏:‏ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَكَ سِلاَحٌ، إِلاَّ سِلاَحُ الْعَدُوِّ، فَقَاتِلْ بِهِ، ثُمَّ رُدَّهُ إِلَى الْمَغَانِمِ‏.‏

9476- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ‏:‏ بَارَزْتُ رَجُلاً يَوْمَ حُنَيْنَ فَقَتَلَتُهُ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ‏.‏

9477- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ‏:‏ مَنْ يَكْفِينِي عَدُوِّي‏؟‏ فَقَالَ الزُّبَيْرُ‏:‏ أَنَا، فَبَارَزَهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ‏.‏

9478- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ فُتِحَتِ الأَهْوَازُ وَأَمِيرُهُمْ أَبُو مُوسَى، أَوْ غَيْرُهُ، فَدَعَا مَجْزَأَةَ، أَوْ شَقِيقَ بْنِ ثَوْرٍ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرْ لِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكَ أَبْعَثْهُ فِي مَبْعَثٍ، فَقَالَ‏:‏ لَئِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ الَّذِي تُرِيدُ خَيْرًا، مَا أُحِبُّ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي، وَلَئِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ مَا أُحِبُّ أَنْ أُوقِعَ فِيهِ أَحَدًا مِنْ قَوْمِي، فَابْعَثْنِي قَالَ‏:‏ إِنَّا دُلِلْنَا عَلَى سِرْبٍ يُدْخَلُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ‏:‏ فَبَعَثَهُ فِي أُنَاسٍ، قَالَ‏:‏ وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ، وَعَلَيْهِمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ مَجْزَأَةَ، أَوْ شَقِيقَ السِّرْبِ، فَلَمَّا خَرَجَ رَمَوْهُ بِصَخْرَةٍ فَقَتَلُوهُ، وَدَخَلَ النَّاسُ حَتَّى كَثُرُوا، وَفَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَالَ‏:‏ سَمِعْنَا، أَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا ابْنُ عِشْرِينَ‏.‏

باب ذِكْرِ الْخُمْسِ، وَسَهْمِ ذِي الْقُرْبَى

9479- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ‏:‏ سَلَكَ عَلِيٌّ بِالْخُمْسِ طَرِيقَهُمَا‏.‏

9480- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى قَالَ‏:‏ كَانَ لَنَا فَمَنَعْنَاهُ قَوْمَنَا، فَدَعَانَا عُمَرُ فَقَالَ‏:‏ يُنْكَحُ فِيهِ أَيَامَاكُمْ، وَيُعْطَى فِيهِ غَارِمُكُمْ فَأَبَيْنَا فَأَبَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

9481- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏}‏ خَمْسَةُ أَخْمَاسٍ لِلْرَسُولِ، وَلِذِي الْقُرْبَى، وَالْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ‏.‏

9482- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَدَلِي قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏}‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هَذَا مِفْتَاحُ كَلاَمٍ لِلَّهِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلِلرَّسُولِ، وَلِذِي الْقُرْبَى فَاخْتَلَفُوا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ قَالَ قَائِلٌ‏:‏ سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَائِلٌ‏:‏ سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ الْخَلِيفَةِ، وَاجْتَمَعَ رَأْيُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلُوا هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ فِي الْخَيْلِ وَالْعُدَّةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، قُلْتُ لَهُ‏:‏ ‏(‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ قَالَ‏)‏ إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُدَّعَى عَلَيْهِ خِلاَفُهُمَا‏.‏

9483- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً فَلَهُ كَذَا، وَكَذَا فَقَتَلُوا سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، فَجَاءَ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرُو بِأَسِيرَيْنِ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ وَعَدْتَنَا مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً فَلَهُ كَذَا، وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا، فَقَدْ جِئْتُ بِأَسِيرَيْنِ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَمْ تَمْنَعْنَا زَهَادَةٌ فِي الآخِرَةِ، وَلاَ جُبْنٌ عَنِ الْعَدُوِّ، وَلَكِنَّا قُمْنَا هَذَا الْمَقَامَ خَشْيَةَ أَنْ يَقْتَطِعَكَ الْمُشْرِكُونَ، وَإِنَّكَ إِنْ تُعْطِ هَؤُلاَءِ لَمْ يَبْقَ لأَصْحَابِكَ شَيْءٌ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ هَؤُلاَءِ يَقُولُونَ، وَهَؤُلاَءِ يَقُولُونَ فَنَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَسَلَّمُوا الْغَنِيمَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ثُمَّ نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏}‏‏.‏

9484- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ نَحْوَهُ‏.‏

9485- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ سَهْمُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْعَى الصَّفِيَّ، إِنْ شَاءَ عَبْدًا، وَإِنْ شَاءَ فَرَسًا، يَخْتَارُهُ قَبْلَ الْخُمْسِ، ويَضْرِبُ لَهُ سَهْمَهُ، إِنْ شَهِدَ وَإِنْ غَابَ، وَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ مِنَ الصَّفِيِّ‏.‏

9486- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ وَسَأَلْتُ‏:‏ كَمْ كَانَ سَهْمُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ كَانَ خُمْسَ الْخُمْسِ‏.‏

باب بَيْعِ الْمَغَانِمِ

9487- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ‏:‏ أُكْرِهَ بَيْعُ الْخُمْسِ حَتَّى يُقْسَمَ‏.‏

9488- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَوْمُ خَيْبَرَ‏.‏

9489- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنِ الْحَبَالَى أَنْ يُقْرَبْنَ، وَعَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ‏.‏

9490- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

9491- أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ يَزِيدَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَى بِالْفَاقِ‏.‏

باب الْغُلُولِ

9492- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَقَالَ‏:‏ لاَ يَغْزُو مَعِي مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَبْنِ بِهَا، وَلاَ رَجُلٌ لَهُ غَنَمٌ يَنْتَظِرُ وِلاَدَهَا، وَلاَ رَجُلٌ بَنَى بِنَاءً لَمْ يَفْرُغَ مِنْهُ فَلَمَّا أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ وَجَاءَهُ عِنْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِلشَّمْسِ‏:‏ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ سَاعَةً فَحَبَسَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ وُضِعَتِ الْغَنِيمَةُ فَجَاءَتِ النَّارُ، فَلَمْ تَأَكُلْهَا فَقَالَ‏:‏ إِنَّ فِيكُمْ غُلُولاً، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ قَالَ‏:‏ فَلَصَقَتْ يَدُهُ بِيَدِ رَجُلَيْنِ، أَوْ ثَلاَثَةٍ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ فِيكُمُ الْغُلُولَ قَالَ‏:‏ فَأَخَرَجُوا مِثْلَ رَأْسِ بَقْرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَلْقَوْهُ فِي الْغَنِيمَةِ، ثُمَّ جَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلَنَا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَأَى ضَعْفَنَا فَطَيَّبَهَا لَنَا، وَزَعَمُوا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ‏.‏

9493- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَنِمَ مَغْنَمًا بَعَثَ مُنَادِيًا‏:‏ لاَ يَغُلَّنَّ رَجُلٌ مَخِيطًا فَمَا دُونَهُ، أَلاَ لاَ يَغُلَّنَّ رَجُلٌ بَعِيرًا فَيَأْتِي بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ رُغَاءٌ، أَلاَ لاَ يَغُلَّنَّ فَرَسًا فَيَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ظَهْرِهِ لَهُ حَمْحَمَةٌ‏.‏

9494- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ‏:‏ جَاءَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ‏:‏ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ قَاتَلْتَ فَهَلْ جِئْتَنَا بِشَيْءٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذِهِ إِبْرَةٌ خَيِّطِي بِهَا ثِيَابَكِ قَالَ‏:‏ فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا‏:‏ أَلاَ لاَ يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا دُونَهَا فَقَالَ عَقِيلُ لاِمْرَأَتِهِ‏:‏ مَا أَرَى إِبْرَتَكِ إِلاَّ قَدْ فَاتَتْكِ‏.‏

9495- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ‏}‏، قَالَ‏:‏ الْمَخِيطُ مِنَ الشَّيْءِ‏.‏

9496- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى فَرَسِهِ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَلْقِينَ وَقَالَ‏:‏ اسْتُشْهِدَ غُلاَمُكَ، أَوْ قَالَ‏:‏ مَوْلاَكَ فُلاَنٌ قَالَ‏:‏ بَلْ هُوَ الآنَ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏.‏

9497- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْفَلُهُ مِنْ حُنَيْنَ عَلَّقَهُ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطُرَّ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطَفْتُ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَوَقَفَ فَقَالَ‏:‏ رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ‏؟‏ فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُوا بَخِيلاً، وَلاَ جَبَانًا، وَلاَ كَذَّابًا‏.‏

9498- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ عِنْدَ قَسْمِ الْخُمْسِ أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْتَحِلُّهُ خِيَاطًا، أَوْ مَخِيطًا، فَقَالَ‏:‏ رُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمَخِيطَ فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ قَالَ‏:‏ ثُمَّ رَفَعَ شَعَرَاتٍ، أَوْ وَبْرَةً مِنْ بَعِيرِهِ فَقَالَ‏:‏ مَا لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَلاَ مِثْلَ هَذِهِ إِلاَّ الْخُمْسَ وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ‏.‏

9499- عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلاَ صَدَقَةً مِنْ غُلُولِ‏.‏

9500- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ قَالَ‏:‏ أَرْبَعٌ فِي أَرْبَعٍ لاَ يُقْبَلَنَّ فِي حَجٍّ، وَلاَ عُمْرَةٍ، وَلاَ جِهَادٍ، وَلاَ صَدَقَةٍ‏:‏ الْخِبَانُ، وَالسَّرِقَةُ، وَالْغُلُولُ، وَمَالُ الْيَتِيمِ‏.‏

9501- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا عُمْرَةَ مَوْلَى الأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ فَمَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَلَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ فِي مَتَاعِهِ، فَوَجَدُوا فِيهِ خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ‏.‏

9502- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ، مِثْلَهُ‏.‏

9503- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنَ أَتَى الْقَبَائِلَ فِي مَنَازِلِهِمْ، يَدْعُو لَهُمْ، وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَتَرَكَ قَبِيلَةً مِنْ تِلْكَ الْقَبَائِلِ لَمْ يَأْتِهَا، وَإِنَّهُمُ الْتَمَسُوا فِيهِمْ، فَوَجَدُوا فِي بَرْذَعَةِ رَجُلٍ عِقْدًا مِنْ جَزْعٍ قَدْ غَلَّهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ كَمَا يُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ‏.‏

9504- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ كَرْكَرَةُ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هُوَ فِي النَّارِ فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَلَيْهِ كِسَاءً قَدْ غَلَّهُ‏.‏

9505- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ؛ فِي رَجُلٍ كَانَ يُمْسِكُ بِرَأْسِ دَابَّتِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ‏:‏ اسْتُشْهِدَ فُلاَنٌ فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ الآنَ يَتَقَلَّبُ فِي النَّارِ قِيلَ‏:‏ وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ‏:‏ غَلَّ شَمْلَةً يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ شِرَاكَيْنِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ‏:‏ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ‏.‏

9506- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلاَنًا غَلَّ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيْ فُلاَنُ، هَلْ فَعَلْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَخْبَرَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، احْفُرُوا هَاهُنَا، فَحَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا قَطِيفَةً فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لَهُ فَقَالَ‏:‏ دَعُونَا مِنْ أَبِي خَرْءٍ، يَعْنِي الْعَذِرَةَ‏.‏

9507- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ‏}‏، قَالَ‏:‏ مَنْ غَلَّ‏.‏

باب كَيْفَ يُصْنَعُ بِالَّذِي يَغُلُّ

9508- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ كَانَ يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ إِذَا غَلَّ فَيُحَرَّقُ رَحْلُهُ، وَيُحْرَمُ نَصِيبَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ‏.‏

9509- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ‏:‏ كَانَ يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ إِذَا غَلَّ يُؤْمَرُ بِرَحْلِهِ، فَيُبْرَزُ، فَيُحَرَّقُ قَالَ‏:‏ وَقَالَ عَمْرٌو، عَنِ الْحَسَنِ‏:‏ وَيُحْرَمُ نَصِيبَهُ مِنَ الْمَغْنَمِ‏.‏

9510- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ شَهِدَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ زِيَادٌ يَتْبَعُ غَلاً فِي سَبِيلِ اللهِ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَاسْتُفْتِيَ فِيهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، فَكُلُّهُمْ أَشَارُوا‏:‏ أَنْ يُجْلَدَ جَلْدًا وَجِيعًا، وَيُجْمَعُ مَتَاعُهُ إِلاَّ الْحَيوَانَ فَيُحَرَّقُ، ثُمَّ يُخَلَّى سَبِيلُهُ فِي سَرَاوِيلِهِ، وَيُعْطَى سَيْفُهُ قَطُّ‏.‏

9511- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ‏:‏ يُجْمَعُ رَحْلُهُ فَيُحْرَقُ‏.‏

9512- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، مِثْلَهُ‏.‏

9513- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تُبْتَلُونَ بِهِمْ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا جَاؤُوكُمْ يَبْرُقُونَ، وَيُرَجِّعُونَ، وَيَصِيحُونَ، فَالأَرْضَ، الأَرْضَ، جُلُوسًا، ثُمَّ تَقُولُونَ‏:‏ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّهُمْ، نَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وَإِنَّمَا تَقْتُلُهُمْ أَنْتَ، فَإِذَا دَنَوْا مِنْكُمْ فَثُورُوا إِلَيْهِمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ الْبَارِقَةِ‏.‏

9514- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ كِتَابِ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ حِينَ سَارَ إِلَى الْحَرُورِيَّةِ يُخْبِرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ، حَتَّى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ، قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجِرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ‏.‏

وَذَكَرَ أَيْضًا، أَنَّهُ بَلَغَهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّهُمْ، نَحْنُ عِبَادُكَ، وَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَواصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ‏.‏

9515- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي كَاتِبُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ‏.‏

9516- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأَحْزَابِ‏:‏ اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ، وَزَلْزِلْهُمْ‏.‏

9517- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، وَبِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ‏.‏

9518- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا، وَاذْكُرُوا اللَّهَ، وَإِنْ أَجْلَبُوا وَصَاحُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ‏.‏

باب الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ

9519- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْفَارُّ غَيْرُ الْمُتَحَرِّفِ لِلْقِتَالِ، وَلاَ الْمُتَحَيِّزُ لِلْفِئَةِ قَوْلَ اللهِ، قُلْتُ‏:‏ إِنْ فَرَّ رَجُلٌ فِي غَيْرِ زَحْفٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِذَلِكَ، إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الزَّحْفِ‏.‏

9520- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا‏}‏ حَتَّى ‏{‏وَبِئْسَ الْمَصِيرِ‏}‏، قَالَ‏:‏ يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، أَلاَ تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ‏}‏‏.‏

9521- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا كَانَ هَذَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ فِئَةٌ يَنْحَازُونَ إِلَيْهَا‏.‏

9522- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍٍ الثَّقَفِيَّ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى جَيْشٍ فَقُتِلَ فِي أَرْضِ فَارِسَ هُوَ وَجَيْشُهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَوِ انْحَازُوا إِلَيَّ كُنْتُ لَهُمْ فِئَةً‏.‏

9523- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ‏:‏ أَنَا فِئَتُكُمْ فَمَنِ انْحَازَ مِنْكُمْ فَإِلَى الْجُيُوشِ‏.‏

9524- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ أَنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ‏.‏

9525- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ جُعِلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عَلَى الرَّجُلِ عَشَرَةٌ مِنَ الْكُفَّارِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ‏}‏ فَإِنْ لَقِيَ رَجُلٌ رَجُلَيْنِ فَفَرَّ، أَوْ رَجُلاً فَفَرَّ فَهِيَ كَبِيرَةٌ، وَإِنْ لَقِيَ ثَلاَثَةٌ فَفَرَّ مِنْهُمْ فَلاَ بَأْسَ‏.‏

9526- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ كَانَ هَذَا وَاجِبًا عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ فَخَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ‏.‏

9527- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، مِثْلَهُ‏.‏

باب فَضْلِ الْجِهَادِ

9528- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلُّ كَلْمٍ يَكْلَمُهَا الْمُسْلِمُ فِي سِبِيلِ اللهِ يَكُونُ كَهَيْئَتِهَا إِذَا أُصِيبَتْ، يَفْجُرُ دَمًا قَالَ‏:‏ اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ‏.‏

9529- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنْ لاَ أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلُهُمْ، وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي‏.‏

9530- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ، كَالْقَائِمِ الصَّائِمِ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِمًا بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرِ، أَوْ غَنِيمَةٍ‏.‏

9531- عَنِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، رِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ وَلَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ‏.‏

9532- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْلاَ أَنَّ رِجَالاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، مَا خَرَجَتْ سَرِيَّةٌ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ وَأَنَا مَعَهُمْ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيَى، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَى، ثُمَّ أُقْتَلُ‏.‏

9533- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ‏:‏ الْقَتْلُ يَغْسِلُ الدَّرَنَ، وَالْقَتْلُ قَتْلاَنِ كَفَّارَةٌ وَدَرَجَةٌ‏.‏

9534- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَا قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَوَاقَ نَاقَةٍ إِلاَّ وَجَبَتَ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ، أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ‏.‏

9535- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا عَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى خَيْرٌ، تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَلَهَا الدُّنْيَا إِلاَّ الْقَتِيلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلُ مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏

9536- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي عَنِ الثِّقَةِ‏:‏ أَنَّ الْغَازِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ عَدَّدَ مَا خَلَّفَ وَرَاءَهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَأَهْلِ الذِّمَّةِ، وَالْبَهَائِمِ يُجْرِي عَلَيْهِ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قِيرَاطٌ قِيرَاطٌ، كُلَّ لَيْلَةٍ مِثْلُ الْجَبَلِ، أَوْ قَالَ مِثْلُ أُحُدٍ‏.‏

9537- عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ‏:‏ مَثَلُ الْغَازِي مِثْلُ الَّذِي يَصُومُ الدَّهْرَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ‏.‏

9538- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجْرَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ يُصَدِّقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ، وَكَانَ يَخْطُبُنَا فَيَقُولُ‏:‏ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ مَا أَحْسَنَ أَثَرَ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكُمْ، لَوْ تَرَوْنَ مَا أَرَى مِنْ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ، وَفِي الرِّحَالِ مَا فِيهَا قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِذَا صُفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ، أَوْ صُفُّوا فِي الصَّلاَةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَأَبْوَابُ النَّارِ، وَزُيِّنَ حُورُ الْعِينِ، فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا هُوَ أَقْبَلَ قُلْنَ‏:‏ اللَّهُمَّ انْصُرْهُ، وَإِذَا هُوَ أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ، وَقُلْنَ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، فَانْهَكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ، فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي، وَلاَ تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ قَالَ‏:‏ فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَنْضَحُ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلَهُ قَالَ‏:‏ وَتَنْزِلُ إِلَيْهِ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ تَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَتَقُولاَنِ‏:‏ قَدْ آنَ لَكَ، وَيَقُولُ هُوَ‏:‏ قَدْ آنَ لَكُمَا، ثُمَّ يُكْسَى مِئَةَ حُلَّةٍ لَيْسَ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ، وَلَكِنْ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ وَسِعَتْهُ قَالَ‏:‏ وَكَانَ يَقُولُ‏:‏ أُنْبِئْتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ‏:‏ يَا فُلاَنُ هَذَا نُورُكَ، وَيَا فُلاَنُ ابْنُ فُلاَنٍ لاَ نُورَ لَكَ‏.‏

9539- عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولاً يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ، قُتِلَ، أَوْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ بَلَغَ الْعَدُوَّ، أَوْ قَصُرَ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُلِمَ كَلْمَةً جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِيحُهَا مِثْلُ الْمِسْكِ، وَلَوْنُهَا مِثْلُ الزَّعْفَرَانِ‏.‏

9540- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ‏:‏ إِذَا الْتَقَى الصَّفَانِ أُهْبِطَتِ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَأَيْنَ الرَّجُلَ يَرْضَيْنَ مَقْدِمَهُ قُلْنَ‏:‏ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَإِنْ نَكَصَ احْتَجَبْنَ عَنْهُ، فَإِنْ هُوَ قُتِلَ نَزَلَتَا إِلَيْهِ، فَمَسَحَتَا التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقُلْنَ‏:‏ اللَّهُمَّ عَفِّرْ مَنْ عَفَّرَهُ، وَتَرِّبْ مَنْ تَرَّبَهُ‏.‏

9541- عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ الْمُكَاتِبُ مُعَانٌ، وَالنَّاكِحُ مُعَانٌ، وَالْغَازِي مُعَانٌ، ضَامِنٌ عَلَى اللهِ مَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ، حَتَّى يَنْكَفِئَ إِلَى أَهْلِهِ، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

9542- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثَلاَثٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمُ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالنَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَافَ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يَنْوِي الأَدَاءَ‏.‏

9543- عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْقُوفُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ رَجُلٍ سِتِّينَ سَنَةً‏.‏

9544- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ‏.‏

9545- عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ قَارئٍ يَقْرَأُ، فَمَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ‏}‏ إِلَى ‏{‏مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً‏}‏ فَقَالَ لِلْقَارئِ‏:‏ قِفْ بَلَغَنِي أَنَّهُا سَبْعُونَ دَرَجَةً بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ سَبْعُونَ عَامًا لِلْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ‏.‏

9546- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ لَسَفَرَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسِينَ حِجَّةً‏.‏

قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ لَيُدْعَيَنَّ أُنَاسٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَنْقُوصِينَ قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْمَنْقُوصُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُنْقِصُ أَحَدُهُمْ صَلاَتَهُ فِي وُضُوئِهِ وَالْتِفَاتِهِ‏.‏

9547- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةٍ تَبُوكَ فَأشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ‏:‏ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا مَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلاَّ وَهُمْ مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ‏.‏

9548- عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَخْطَأَ، أَوْ أَصَابَ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ‏.‏

9549- عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ رَوْحَةٌ، أَوْ غُدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا‏.‏

باب مَنْ سَأَلَ الشَّهَادَةَ

9550- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ فِي مَدِينَةِ رَسُولِكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

9551- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ مَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ‏:‏ لأَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، قَالَ وَاصِلٌ‏:‏ قَالَ‏:‏ أَرَاهُ قَالَ‏:‏ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقْدِمَ عَلَى قَوْمٍ لاَ أُرِيدُ أَنْ يَقْتُلُونِي قَالَ‏:‏ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ وَالرَّجُلُ عَظِيمُ الْعَنَا عَنْ أَصْحَابِهِ، مَحْزِيٌّ لِمَكَانِهِ‏.‏

9552- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ‏:‏ اللَّهُمَّ أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ، فَإِذَا لَقِيتُ الْعَدُوَّ يَقْتُلُونِي، ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي، ثُمَّ يُمَثِّلُوا بِي، فَإِذَا لَقِيتُكَ سَأَلْتَنِي قُلْتَ‏:‏ فِيمَ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَقُتِلَ، وَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ فَإِنِّي لأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يُبِرَّ آخِرَ قَسَمِهِ كَمَا أَبَرَّ أَوْلَهُ‏.‏

باب أَجْرِ الشَّهَادَةِ

9553- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي صُوَرِ طُيُورٍ بِيضٍ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فِي صُورَةِ طُيُورٍ بِيضٍ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ‏.‏

9554- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ‏:‏ سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ إِلَى ‏{‏يُرْزَقُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ كَطَيْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ قَالَ‏:‏ فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطْلاَعَةً، فَقَالَ‏:‏ هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيْءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ رَبَّنَا أَلَسْنَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شِئْنَا ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ‏:‏ هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيْءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ تُعِيدُ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فَنُقَاتِلُ فِي سَبِيلِكَ، فَنُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ عَنْهُمْ‏.‏

9555- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ حِينَ قَالَ‏:‏ هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيْءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ‏؟‏ قَالَ وا‏:‏ تُقْرِيءُ نَبِيَّنَا السَّلاَمَ، وَتُبَلِّغُهُ أَنْ قَدْ رَضِينَا وَرَضِيَ عَنَّا‏.‏

9556- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي صُوَرِ طَيْرٍ خُضْرٍ مُعَلَّقَةٍ فِي قَنَادِيلَ الْجَنَّةِ يُرْجِعُهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ، وَالْكَلْبِيُّ‏:‏ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي صُورِ طُيُورٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

9557- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ تُحَوَّلُ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تُعَلَّقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ‏.‏

9558- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ بِيضٍ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ‏.‏

9559- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ تِسْعَ خِصَالٍ، أَنَا أَشُكُّ، يَغْفِرُ اللَّهُ ذَنْبَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، ويُرَى مِقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى بِحِلْيَةِ الإِيمَانِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، كُلُّ يَاقُوتَةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ حُورِ الْعِينِ، وَيَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ‏.‏

9560- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ فِي الْجَنَّةِ دَارٌ لاَ يَنْزِلُهَا إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ، أَوْ إِمَامٌ عَادِلٌ، أَوْ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الْقَتْلِ وَالْكُفْرِ يَخْتَارُ الْقَتْلَ عَلَى الْكُفْرِ‏.‏

9561- عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتَّى تَبْتَدِرَاهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا إِبِلاَنِ أَضَلاَّ فَصِيلَيْهِمَا فِي بَرَاحٍ مِنَ الأَرْضِ، تَبْدُو كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي حُلَّةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا‏.‏

9562- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مُثَّلُوا لِي فِي الْجَنَّةِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى سَرِيرٍ فَرَأَيْتُ زَيْدًا وَابْنَ رَوَاحَةَ فِي أَعْنَاقِهِمَا صُدُودًا، وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَهُوَ مُسْتَقِيمٌ لَيْسَ فِيهِ صُدُودٌ قَالَ‏:‏ فَسَأَلْتُ، أَوْ قِيلَ‏:‏ إِنَّهُمَا حِينَ غَشِيَهُمَا الْمَوْتُ كَأَنَّهُمَا أَعْرَضَا، أَوْ كَأَنَّهُمَا صَدَّا بِوُجُوهِهِمَا، وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَإِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ ابْنُ رَوَاحَةَ‏:‏

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّهْ *** بِطَاعَةٍ مِنْكِ لَتُكْرِمَنَّهْ

فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّةْ *** جَعْفَرُ مَا أَطْيَبَ رِيحُ الْجَنَّةْ

باب الشَّهِيدِ

9563- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَذْكُرُونَ سَرِيَّةً هَلَكَتْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ هُمْ شُهَدَاؤُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ مَا تَذْكُرُونَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَذْكُرُ هَؤُلاَءِ، فَمِنَّا مَنْ يَقُولُ‏:‏ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمِنَّا مَنْ يَقُولُ‏:‏ مَا احْتَسَبُوا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ رِيَاءً، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ الدُّنْيَا، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ إِذَا رَهَقَهُمُ الْقِتَالُ، فَلَمْ يَجِدُوا غَيْرَهُ، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ حَمِيَّةً، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، فَأُولَئِكَ هُمُ الشُّهَدَاءُ، وَإِنَّ كُلَّ نَفْسٍ تُبْعَثُ عَلَى مَا تَمُوتُ عَلَيْهِ، إِنَّهَا لاَ تَدْرِي نَفْسٌ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قُتِلَ بَانَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ‏.‏

9564- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ وَهُوَ خَالُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لَمَّا طُعِنَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنْ دَمِهِ، فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ قَالَ‏:‏ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ‏.‏

9565- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَحُذَيْفَةَ عِنْدَهُ فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ رَجُلاً أَخَذَ سَيْفَهُ فَقَاتَلَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ أَلَهُ الْجَنَّةُ‏؟‏ قَالَ الأَشْعَرِيُّ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَقَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ قَالَ‏:‏ كَيْفَ قُلْتَ‏؟‏ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ‏:‏ فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى مِثْلَ قَوْلِهِ الأَوَّلِ قَالَ‏:‏ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَيْضًا‏:‏ اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ قَالَ‏:‏ كَيْفَ قُلْتَ‏؟‏ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ‏:‏ مَا عِنْدِي إِلاَّ هَذَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ لَيَدْخُلَنَّ النَّارَ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ مَنْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ يُصِيبُ الْحَقَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى‏:‏ صَدَقَ‏.‏

9566- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ‏:‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمَيِّتُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ‏.‏

9567- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ‏:‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَرَجُلٌ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

9568- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا الشَّهِيدُ الَّذِي لَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، يَعْنِي الَّذِي يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ، وَلاَ ذَنْبَ لَهُ‏.‏

9569- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ‏:‏ هِيَ خَاصَّةٌ لِلشَّهِيدِ‏.‏

9570- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ، ثُمَّ تَلاَ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُوا باللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ‏}‏‏.‏

9571- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ‏:‏ لأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ إِنْ يَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًا وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا قَالَ الأَعْمَشُ‏:‏ فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ‏:‏ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمَّوْهُ وَأَبَا بَكْرٍ‏.‏

9572- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ إِنَّ مَنْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَتَأْكُلُهُ السِّبَاعُ، ويَغْرَقُ فِي الْبَحْرِ لَشَهِيدٌ عِنْدَ اللَّهِ‏.‏

9573- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، أَوْ قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرِ قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ‏:‏ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحٌ فَقِيلَ‏:‏ قَدْ مَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ‏:‏ الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالاً شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِلَى النَّارِ فَكَأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ ارْتَابَ قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ قِيلَ‏:‏ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْلُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلاً فَنَادَى‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يُؤَيَّدُ هَذَا الدِّينُ بِمَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ‏.‏

9574- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ‏:‏ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي لَقَلِيلٌ إِذًا، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةُ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ‏.‏

9575- عَنْ مَعْمَرٍ، لَعَلَّهُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ قَالَ‏:‏ أَرْبَعٌ هِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ‏:‏ الطَّاعُونُ، وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ وَالْبَطْنُ‏.‏

9576- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ‏:‏ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلُ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ‏.‏

9577- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُونَ مَعَهُ، يَعْنِي عَطَاءً، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ‏:‏ الشَّهِيدُ‏:‏ الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَالنُّفَسَاءُ، وَالْمُنْهَدِمُ عَلَيْهِ‏.‏

9578- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ‏:‏ أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْ رَأْسِ تَلٍّ فَقَالُوا‏:‏ مَا أَجْلَدَ هَذَا الرَّجُلَ لَوْ كَانَ جَلَدُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَوَ لَيْسَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ مَنْ قُتِلَ‏؟‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ خَرَجَ فِي الأَرْضِ يَطْلُبُ حَلاَلاً يَكُفُّ بِهِ أَهْلَهُ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ حَلاَلاً يَكُفُّ بِهِ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ التَّكَاثُرَ فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ‏.‏

9579- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَتْلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ دُونِ مَالِهِ شَهَادَةٌ‏.‏

باب الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيدِ وَغُسْلِهِ

9580- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الصَّعِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي شَهِدْتُ عَلَى هَؤُلاَءِ فَزَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَكَانَ يُدْفَنِ الرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَيَسْأَلُ أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأُ لِلْقُرَآنِ‏؟‏ فَيُقَدِّمُونَهُ قَالَ جَابِرٌ‏:‏ فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ يَوْمَئِذٍ‏.‏

9581- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشُّهَدَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ‏:‏ هَؤُلاَءِ قَدْ مَضَوْا وَقَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَإِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ أُجُورِكُمْ، وَإِنَّكُمْ لاَ أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي‏.‏

9582- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمْ يُصَلَّ عَلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ‏.‏

9583- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ‏:‏ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ‏.‏

9584- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ مَا رَأَيْتُهُمْ يُغَسِّلُونَ الشَّهِيدَ، وَلاَ يُحَنِّطُونَهُ، وَلاَ يُكَفَّنُ قُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْتَ كَيْفَ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَمَا يُصَلَّى عَلَى الآخَرِينَ الَّذِينَ لَيْسُوا شُهَدَاءَ‏.‏

9585- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِقَتْلِ حَجَرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ فَقَالَ حَجَرٌ‏:‏ لاَ تَحُلُّوا عَنِّي قَيْدًا، أَوْ قَالَ‏:‏ حَدِيدًا، وَكَفِّنُونِي بِدَمِي وَثِيَابِي‏.‏

9586- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مِخْوَلٍ، عَنِ الْعِيزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صَوْحَانَ قَالَ‏:‏ لاَ تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا، وَلاَ تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلاَّ الْخُفَّيِنِ، وَارْمِسُونِي فِي الأَرْضِ رَمْسًا، فَإِنِّي رَجُلٌ مُحَاجٌّ أُحَاجُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

9587- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ، رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ زَيْدٍ قَالَ‏:‏ قَالَ زَيْدٌ‏:‏ ادْفِنُونَا وَمَا أَصَابَ الثَّرَى مِنْ دِمَائِنَا قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ قَالَ‏:‏ قَالَ زَيْدٌ‏:‏ شُدُّوا عَلَيَّ ثِيَابِي، وَادْفِنُونِي، وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، يَعْنِي أَخَاهُ سَرْحَانَ، فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصَمُونَ‏.‏

9588- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ يُدْعَى فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَارِئُ، وَكَانَ لَقِيَ عَدُوًّا، فَانْهَزَمَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ هَلْ لَكَ فِي الشَّامِ‏؟‏ لَعَلَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَيْكَ قَالَ‏:‏ لاَ إِلاَّ الْعَدُوَّ الَّذِي فَرَرْتُ مِنْهُمْ قَالَ‏:‏ فَخَطَبَهُمْ فِي الْقَادِسِيَّةِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّا لاَقُو الْعَدُوِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، وَإِنَّا مُسْتَشْهِدُونَ، لاَ تَغْسِلُوا عَنَّا دِمَاءَنَا، وَلاَ نُكَفَّنُ إِلاَّ فِي ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْنَا‏.‏

9589- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْنَا سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى‏:‏ كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَى الشَّهِيدِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَهَيْئَتِهَا عَلَى غَيْرِهِ وَسَأَلْنَاهُ عَنْ دَفْنِ الشَّهِيدِ قَالَ‏:‏ أَمَّا إِذَا كَانَ فِي المَعْرَكَةٍ فَإِنَّا نَدْفِنُهُ كَمَا هُوَ لاَ نُغَسِّلُهُ، وَلاَ نُكَفِّنُهُ، وَلاَ نُحَنِّطُهُ، وَأَمَّا إِذَا انْقَلَبْنَا بِهِ وَبِهِ رَمَقٌ، فَإِنَّا نُغَسِّلُهُ، وَنُكَفِّنُهُ، وَنُحَنِّطُهُ، وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ عَلَيْهِ مَنْ مَضَى قَبْلَنَا مِنَ النَّاسِ‏.‏

9590- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ‏:‏ إِذَا مَاتَ الشَّهِيدُ فِي الْمَعْرَكَةِ دُفِنَ كَمَا هُوَ، فَإِنْ مَاتَ بَعْدَ مَا يَنْقَلَبُ بِهِ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ بِالآخَرِ‏.‏

9591- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ مِنْ خَيْرِ شَهِيدٍ فَغُسِّلَ، وَكُفِّنَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ طَعْنِهِ‏.‏

9592- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ‏.‏

9593- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ قَالَ‏:‏ غُسِّلَ عَلِيٌّ وَكُفِّنَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ‏.‏

9594- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ اللُّصُوصُ قَالَ‏:‏ لاَ يُغَسَّلُ‏.‏

9595- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ‏:‏ يُصَلَّى عَلَى الشَّهِيدِ، وَلاَ يُغَسَّلُ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ طَيَّبَهُ‏.‏

9596- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالاَ‏:‏ يُغَسَّلُ الشَّهِيدُ فَإِنَّ كُلَّ مَيِّتٍ يُجْنَبُ‏.‏

9597- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادٍ بن الْهَادِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، فَقَالَ‏:‏ أُهَاجِرُ مَعَكَ، وَأَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ، أَوْ حُنَيْنٍ غَنِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ قِسْمٌ قَسَمَهُ اللَّهُ لَكَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قِسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ قَالَ‏:‏ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ، بِسَهْمٍ، فَأَدْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ‏:‏ إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ قَالَ‏:‏ فَلَبِثُوا قَلِيلاً، ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَهُوَ هُوَ صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَدَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلاَتِهِ عَلَيْهِ‏:‏ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا، وَأَنَا عَلَيْهِ شَهِيدٌ‏.‏

9598- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً‏:‏ أَيُصَلَّى عَلَى الشَّهِيدِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ لِمَ وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ صُلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَبَلَغَنِي أَنَّ شُهَدَاءَ بَدْرٍ دُفِنُوا كَمَا هُمْ‏.‏

9599- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى حَمْزَةَ سَبْعِينَ صَلاَةً، كُلَّمَا صَلَّى فَأُتِيَ بِرَجُلٍ صَلَّى عَلَيْهِ، وَحَمْزَةُ مَوْضُوعٌ يُصَلِّي عَلَيْهِ مَعَهُ‏.‏

9600- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ يُلْقَى عَنِ الشَّهِيدِ كُلُّ جَلْدٍ يَعْنِي إِذَا قُتِلَ‏.‏

9601- عَنْ إِسْرَائِيلَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ يُنْزَعُ عَنِ الْقَتِيلِ خُفَّاهُ، وَسَرَاوِيلُهُ، وَكُمَّتُهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ عِمَامَتُهُ، وَيُزَادُ ثَوْبًا، أَوْ يُنْقَصُ ثَوْبًا، حَتَّى يَكُونَ وِتْرًا‏.‏

9602- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِي الْكَظَامَةُ قَالَ‏:‏ مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ، يَعْنِي قَتْلَى أُحُدٍ، قَالَ‏:‏ فَأَخَرَجَهُمْ رِطَابًا يَتَثَنُّونَ قَالَ‏:‏ فَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَانْفَطَرَتْ دَمًا قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ لاَ يُنْكِرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا‏.‏

9603- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ‏:‏ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَنَّهُ رَآهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ دَفَنْتُمُونِي فِي مَكَانٍ قَدْ آذَانِي فِيهِ الْمَاءُ، فَحَوِّلُونِي مِنْهُ قَالَ‏:‏ فَحَوَّلُوهُ، فَأَخْرَجُوهُ كَأَنَّهُ سَلْقَةٌ لَمْ يَتَغَيِّرْ مِنْهُ شَيْءٌ إِلاَّ شَعَرَاتٌ مِنْ لِحْيَتِهِ‏.‏

9604- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ‏:‏ كُنَّا حَمَلْنَا الْقَتْلَى يَوْمَ أُحُدٍ لِنَدْفِنَهُمْ، فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ ادْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ، فَرَدَدْنَاهُمْ‏.‏

9605- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ‏:‏ لاَ يُدْفَنُ الشَّهِيدُ فِي حِذَاءَيْنِ، وَلاَ نَعْلَيْنِ، وَلاَ سِلاَحٍ، وَلاَ خَاتَمٍ قَالَ‏:‏ يُدْفَنُ فِي الْمِنْطَقَةِ، وَالثِّيَابِ قَالَ‏:‏ وَبَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ‏:‏ لاَ يُدْفَنُ بُرْقُعُهُ‏.‏

9606- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ صَاعِدٍ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ إِذَا وُجِدَ بَدَنُ الْقَتِيلِ فِي دَارٍ، أَوْ مَكَانٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ، وَعُقِلَ، وَإِذَا وُجِدَ رَأْسٌ، أَوْ رِجْلٌ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُعْقَلْ‏.‏

باب الْغَزْوِ مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ

9607- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ‏:‏ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ غَزَا مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْغَزْوَةَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا‏.‏

9608- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ يَغْزُو مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَمَرِضَ وَهُوَ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدُ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ حَاجَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا أَنَا مِتُّ فَسِرْ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا اسْتَطَعْتَ، ثُمَّ ادْفِنِّي قَالَ‏:‏ فَلَمَّا مَاتَ سَارَ بِهِ حَتَّى أَوْغَلَ فِي أَرْضِ الرُّومِ يَوْمًا، أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَفَنَهُ‏.‏

9609- عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ‏:‏ هَلْ كُنْتُمْ تُسَخِّرُونَ الْعَجَمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنَّا نُسَخِّرُهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ، يَدُلُّونَا عَلَى الطَّرِيقِ ثُمَّ نُخَلِّيهِمْ‏.‏

9610- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ إِنَّا نَغْزُو مَعَ هَؤُلاَءِ الأُمَرَاءِ، فَإِنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا قَالَ‏:‏ فَقَاتِلْ أَنْتَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الآخِرَةِ‏.‏

9611- عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَشْهَدُوا عَلَى أُمَّتِكُمْ بِشْرِكٍ، وَلاَ تُكَفِّرُوهُمْ بِذَنْبٍ، وَالْجِهَادُ لاَ يَضُرُّهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلاَ عَدْلُ عَادِلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ حَتَّى يُبْعَثَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَالإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وُشَرِّهِ قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَذْكُرُ نَحْوَ هَذَا وَزَادَ‏:‏ حَتَّى يُقَاتِلَ هَذِهِ الأُمَّةَ الدَّجَّالُ‏.‏

9612- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنِ الْغَزْوِ، وَعَنْ أَصْحَابِ الدِّيوَانِ أَفْضَلَ، أَوِ الْمُتَطَوِّعِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ أَصْحَابُ الدِّيوَانِ الْمُتَطَوِّعُ مَتَى شَاءَ رَجَعَ‏.‏

9613- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلْحَسَنِ‏:‏ نَغْزُو مَعَ الأُمَرَاءِ فَمَا يُطْلِعُونَا عَلَى أَمْرِهِمْ، غَيْرَ أَنَّا نُسَالِمُ إِذَا سَالَمُوا، وَنُحَارِبُ إِذَا حَارَبُوا قَالَ‏:‏ قَاتِلْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَدُوَّهُمْ‏.‏

باب الرِّبَاطِ

9614- عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ مَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ أَكْمَلَ الرِّبَاطَ‏.‏

9615- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ مُكْمِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ يَقُولُ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ كُنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِي الرِّبَاطِ قَالَ‏:‏ كَمْ رَابَطْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَلاَثِينَ قَالَ‏:‏ فَهَلاَّ أَتْمَمْتَ أَرْبَعِينَ‏.‏

9616- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأَخْنَسِيِّ قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ رِبَاطُ لَيْلَةٍ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوافِقَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي أَحَدِ الْمَسْجِدَيْنِ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، أَوْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، وَرِبَاطُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عِدْلُ السَّنَةِ، وَتَمَامُ الرِّبَاطِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً وَسَالِمْ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَائِمٌ لَمْ يَقْعُدْ حِينَ سَاقَ يُخْبِرُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى‏:‏ تَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ يَا أَبَا النَّضْرِ‏؟‏ فَقَالَ سَالِمٌ‏:‏ نَعَمْ أَشْهَدُ عَلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْحَدِيثِ‏.‏

9617- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ قَالَ‏:‏ مَرَّ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ بِشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى قَلْعَةٍ بِأَرْضِ فَارِسَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عَوْنًا لَكَ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ‏؟‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ أُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَنُمِّيَ لَهُ صَالِحُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

9618- عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، سَمِعَهُ مِنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَكْحُولٍ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ شَهْرٍ وَصِيَامِهِ يُقَامُ فَلاَ يُقْعَدُ وَيُصَامُ، فَلاَ يُفْطَرُ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ نَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ صَالِحُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

9619- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ قَالَ‏:‏ كُنَّا بِأَرْضِ فَارِسَ، فَأَصَابَنَا إِدْلٌ وَشِدَّةٌ، فَجَاءَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُرَابِطُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ كَانَ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ‏.‏

9620- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ‏:‏ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مَرَّ بِالسِّمْطِ بْنِ ثَابِتٍ وَهُوَ فِي مُرَابِطٍ قَدْ شُقَّ عَلَيْهِ وَهَمَّ بِالتَّحَوْلِ عَنْهُ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبَرُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ‏.‏

9621- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، مَادَامَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ثُمَّامًا، أَوْ يَكُونَ رَمَامًا، أَوْ يَكُونَ حُطَامًا، فَإِذَا انْتَطَاتِ الْمَغَازِي وَأُكِلَتِ الْغَنائِمُ وَاسْتُحِلَتِ الَحُرُمُ، فَعَلَيْكُمْ بِالرِّبَاطِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ غَزْوَكُمْ‏.‏

9622- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانَ الْقَبْرِ، وَغُدِيَ وَرِيحَ بِرَزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَجَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ‏.‏

باب الْغَزْوِ فِي الْبَحْرِ

9623- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ أَنْ يَحْمِلُ الْمُسْلِمِينَ غَزَاةً فِي الْبَحْرِ‏.‏

9624- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ عَطَاءٍ عَنْ غَزْوَةِ الْبَحْرِ فَكَرَهَهُ وَقَالَ‏:‏ أَخْشَى‏.‏

9625- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزِّزٍ فِي أُنَاسٍ إِلَى الْحَبَشَةِ فَأُصِيبُوا فِي الْبَحْرِ فَحَلَفَ عُمَرُ باللهِ لاَ يَحْمِلُ فِيهَا أَبَدًا‏.‏

9626- وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ كُرِهَ لِلْغُزَاةِ أَنْ يَرْكَبُوا فِي الْبَحْرِ‏.‏

9627- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَرَسُولِهِ، فَلاَ يُعَرِّضُ ذُرِّيَتَهُ لِلْمُشْرِكِينَ‏.‏

9628- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ رُكُوبَ الْبَحْرِ إِلاَّ لِثَلاَثٍ غَازٍ، أَوْ حَاجٍّ، أَوْ مُعْتَمِرٍ‏.‏

9629- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةَ حُذَيْفَةَ قَالَتْ‏:‏ نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ‏:‏ تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ وَلَكِنْ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، مَثَلَهُمْ كَمَثَلِ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَةِ ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ اسْتُيْقِظَ أَيْضًا فَضَحِكَ‏.‏ فَقُلْتُ‏:‏ تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لاَ وَلَكِنْ مِنْ قَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنْ أُمَّتِي غُزَاةً فِي الْبَحْرِ فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ قَالَتْ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يَجَعَلَنِي مِنْهُمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَدَعَا لَهَا، قَالَ فَأَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ وَهِيَ مَعَنَا فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ‏.‏

9630- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ أَفْضَلُ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِ، وَمَنْ جَازَ الْبَحْرَ، فَكَأَنَّمَا جَازَ الأَوْدِيَةَ وَالْمَائِدُ فِي السَّفِينَةِ كَالْمُتَشَحْطِ فِي دَمِهِ‏.‏

9631- عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ شِهَابٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ لَمْ يُدْرِكِ الْغَزْوَ مَعِي فَلْيَغْزُ فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّ أَجْرَ يَوْمٍ فِي الْبَحْرِ كَأَجْرِ شَهْرٍ فِي الْبَرِّ، وَإِنَّ الْقَتْلَ فِي الْبَحْرِ كَقَتْلَيْنِ فِي الْبَرِّ، وَإنَّ الْمَائِدَ فِي السَّفِينَةِ كَالْمُتَشَحْطِ فِي دَمِهِ، وَإِنَّ خِيَارَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ الْكَهْفِ قَالُوا‏:‏ وَمَا أَصْحَابُ الْكَهْفِ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَوْمٌ تَتَفَكُّونَهُمْ فِي مَرَاكِبِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

9632- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ مُجَاهِدٍ‏:‏ غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ تَعْدِلُ عَشْرًا فِي الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحْطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

9633- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرتُ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ قَالَ لِقَوْمٍ رَكَبُوا غَزَاةً فِي الْبَحْرِ‏:‏ مَا تَرَكُوا وَرَاءَهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ شَيْئًا‏.‏

9634- عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ‏:‏ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ كَانَ يَغْزُو فِي الْبَحْرِ‏.‏

باب عَسْقَلاَنَ

9635- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يَرْحَمُ اللَّهُ أَهْلَ الْمَقْبَرَةِ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ أَهْلُ الْبَقِيعِ قَالَ‏:‏ يَرْحَمُ اللَّهُ أَهْلَ الْمَقْبَرَةِ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ أَهْلُ الْبَقِيعِ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا قَالَ‏:‏ مَقْبَرَةُ عَسْقَلاَنَ‏.‏

9636- عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ خَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ، كَانَ يَذْكُرُ أَنَّ الأَكْلَ، وَالشَّرَابَ، وَالطَّعَامَ، وَالنِّكَاحَ بِهَا أَفْضَلُ بِعَسْقَلاَنَ‏.‏

باب رَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْنِهَا

9637- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ‏:‏ لأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَحُبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ‏:‏ فَدَعَا عَلِيًّا وَإِنَّهُ لأَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيِهِ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ فَفَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ‏.‏

9638- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ‏:‏ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهِ‏.‏

9639- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَكُونُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَتْ فِي الأَنْصَارِ حَيْثُمَا تَوَلَّوْا‏.‏

9640- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ‏:‏ أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةَ الأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ إِذَا اسْتَحَرَّ الْقِتَالُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونُ تَحْتَ رَايَةِ الأَنْصَارِ‏.‏

9641- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ‏:‏ رَأَى رَايَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَدَهَا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَوْدَاءَ‏.‏

9642- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَدَفَعَهَا سَعْدٌ إِلَى ابْنِهِ قَيْسٍ‏.‏

9643- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ‏:‏ أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَكُونُ بَيْضَاءَ، وَلِوَاءَهُ أَسْوَدُ‏.‏

باب عَقْرِ الدَّوابِّ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ

9644- عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَافَ نَزَعَ سِلاَحَهُ، فَأَعْطَى هَذَا، وَأَعْطَى هَذَا، وَأَعْطَى هَذَا مِنْ سِلاَحِهِ، وَكَانَ أَسَفَّهَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ يَعْنِي حَتَّى يُنْكَرَانِ فَلاَ يُعْرَفَانِ‏.‏

9645- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَهَى إِذَا أَبْطَأَتْ دَابَّةٌ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ أَنْ تُعْقَرَ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا السِّلاَحُ فَلْيَدْفِنُهُ‏.‏

باب أَوَّلِ سَيْفٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

9646- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ‏:‏ كَانَ الزُّبَيْرُ أَوَّلَ مَنْ سَلَّ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسْفَلَ مَكَّةَ، وَالزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ، فَأُخْبِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ، فَخَرَجَ بِسَيْفِهِ قَدْ سَلَّهُ، يَشُقُّ النَّاسَ بِهِ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُ لَمْ يُهَجْ قَالَ‏:‏ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ قَالَ‏:‏ فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ‏.‏

9647- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ‏:‏ أَنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ سَيْفًا فِي اللهِ الزُّبَيْرُ، نُفِخَتْ نَفْخَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ‏:‏ أُخِذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ‏:‏ مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُخْبِرَتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ قَالَ‏:‏ فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ‏.‏

باب مَنْ دَمَّى وَجْهَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

9648- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَنَّهُ، سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ‏:‏ الَّذِي دَمَّى وَجْهَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ‏:‏ ابْنُ الْقَمِئَةِ، فَكَانَ حَتْفُهُ أَنْ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَيْسًا فَنَطَحَهُ فَقَتَلَهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَمِئَةِ‏.‏

9649- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ الزُّبَيْرَ يُحَدِّثُ، بِبَعْضِهِ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَسَرَ رُبَاعِيَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَدَمَّى وَجْهَهُ، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ يَحُلْ عَلَيْهِ الْحَوْلُ حَتَّى يَمُوتَ كَافِرًا، فَمَا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا إِلَى النَّارِ‏.‏

باب إِعْقَابِ الْجُيُوشِ

9650- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُعْقِبُ الْغَازِيَةَ‏.‏

9651- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ عُمَرُ جَيْشًا، وَكَانَ يُعْقِبُ الْجُيُوشَ، فَمَكَثُوا حِينًا لاَ يَأْتِي لَهُمْ عَقِبٌ، فَقَفَلُوا فَكَتَبَ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ إِلَى عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُمْ قَفَلُوا وَتَرَكُوا ثَغْرَهُمْ، وَسَنُّوا لِلنَّاسِ سُنَّةَ سُوءٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ وَلَمْ يَشْهَدْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ وَأَوْعَدَهُمْ وَعِيدًا شَرُفَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا‏:‏ يَا عُمَرُ، بِمَا تَفْرُقْنَا‏؟‏ تَرَكْتَ فِينَا أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِعْقَابِ الْغَازِيَةِ بَعْضِهَا بَعْضًا فَقَالَ‏:‏ لَسْتُ أَفْرُقُكُمْ بِنَفْسِي، وَلَكِنْ بِأُمُورٍ لَمْ تَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ‏.‏

باب الْمُشْرِكِ يَأْتِي الْمُسْلِمَ بِغَيْرِ عَهْدٍ

9652- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ يَأْتِي الْمُسْلِمَ بِغَيْرِ عَهْدٍ قَالَ‏:‏ خَيِّرْهُ إِمَّا أَنْ تُقِرَّهُ، وَإِمَّا أَنْ تُبْلِغَهُ مَأْمَنَهُ قَالَ‏:‏ وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الشَّامِ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ فِي مَجْلِسِ عَطَاءٍ قَالَ‏:‏ يَأْتِي الرُّومِيُّ فَإِذَا جَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ سِلاَحٍ وَلاَ عَهْدٍ لَمْ يُرَبْ‏.‏

9653- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ يَدْخُلُ بِأَمَانٍ فَيَهْلِكُ بَعْضُ أَوْلِيَائِهِ فِي النَّسَبِ الَّذِي هُوَ وَارِثُهُ، إِنْ كَانَ أَظْهَرَ السُّكُونَ فِي الْعَرَبِ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ فَلَهُ مِيرَاثُهُ، وَإِلاَّ فَلاَ، وَقَالُوا فِي الْمَرْأَةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ تَدْخُلُ أَرْضَ الْعَرَبِ بِأَمَانٍ إِذَا أَظْهَرَتِ السُّكُونَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْكِحَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَإِنْ لَمْ تُظْهِرْ ذَلِكَ إِلاَّ عِنْدَ الْخِطْبَةِ فَلاَ تُنْكَحُ‏.‏

9654- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُؤْخَذُ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ، وَقَدِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَأْتِيهِمْ، فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أُرِدْ عَوْنَهُمْ، فَكَرِهَ قَتْلَهُ إِلاَّ بِبَيِّنَةٍ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ‏:‏ إِذَا نَقَضَ شَيْئًا وَاحِدًا مِمَّا عَلَيْهِ فَقَدْ نَقَضَ الصُّلْحَ‏.‏

9655- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى؛ فِي رَجُلٍ صَالَحَ عَلَيْهِ وَعَلَى بَنِيهِ، صِغَارًا وَكِبَارًا، ثُمَّ خَانَهُ هَؤُلاَءِ فَلاَ يُخْتَلَفُ فِيهَا يَقُولُونَ‏:‏ يُسْتَحَلُّونَ بِمَا خَانَ بِهِ هَؤُلاَءِ، إِنْ يَكُونُوا هُمْ صُولِحُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ‏.‏

9656- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ‏:‏ أَنَّ تُسْتَرَ كَانَتْ فِي صُلْحٍ فَكَفَرَ أَهْلُهَا فَغَزَاهُمُ الْمُهَاجِرُونَ، فَقَتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ، فَسَبَوْهُمْ فَأَصَابَ الْمُسْلِمُونَ نِسَاءَهُمْ، حَتَّى وُلِدَ لَهُمْ أَوْلاَدٌ مِنْهُمْ قَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُ أَوْلاَدَهُنَّ، كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْوِلاَدَةِ، فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَنْ سَبَى مِنْهُمْ فَرُدَّ فِيهَا عَلَى جِزْيَتِهِمْ، وَفَرَّقَ بَيْنَ سَادَتَهُمْ وَبَيْنَهُنَّ‏.‏

9657- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا صَالَحَ أَهْلَ خَيْبَرَ صَالَحَهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُ أَمْوَالَهُمْ، وَأَنَّهُمْ آمِنُونَ عَلَى دِمَائِهِمْ، وَذَرَارِيهِمْ، وَنِسَائِهِمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَيْ أَبِي الْحُقَيْقِ فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ الْمَالُ الَّذِي خَرَجْتُمَا بِهِ مِنَ النَّضِيرِ‏؟‏ قَالاَ‏:‏ اسْتَنْفَقْنَاهُ، وَهَلَكَ قَالَ‏:‏ أَفَرَأَيْتُمَا إِنْ كُنْتُمَا كَاذِبَيْنِ فَقَدْ حَلَّتْ لِي دِمَاؤُكُمَا، وَأَمْوَالُكُمَا، وَنِسَاءُكُمَا‏؟‏ قَالاَ‏:‏ نَعَمْ، وَأَشْهَدُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمَا قَدْ خَبَّأْتُمَاهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَأَرْسَلَ مَعَهُمَا فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَالَ كَمَا ذَكَرَ، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمَا، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمَا، وَسَبَى نِسَاءَهُمَا، وَكَانَتْ صَفِيَّةُ تَحْتَ أَحَدِهِمَا‏.‏

9658- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ‏:‏ كُرِهَ أَنْ يُتَزَوَّجَ نِسَاءُ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ فِي عَهْدٍ‏.‏

باب كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

9659- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ‏:‏ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً‏.‏ قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُ مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ‏:‏ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ غَزْوَةً فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ وَهْمًا مِنْهُ، أَوْ شَيْئًا سَمِعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَكَانَ الَّذِي قَاتَلَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ شَيْءٍ ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ‏.‏

9660- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ‏:‏ كَانَتِ السَّرَايَا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ، وَالْمَغَازِي ثَمَانِ عَشْرَةَ، أَوْ تِسْعَ عَشْرَةَ‏.‏